غابة أوكيجاهارا..أسرار وحكايات لا تعرفها عن غابة الانتحار اليابانية
احمد رضاخوارق
هناك مناطق على وجه الأرض ،ليست فقط مجرد مساحات ومناظر طبيعية ولكنها عبارة عن أسرار وحاكايات وغرائب،ومن بين هذه المناطق غابة أوكيجاهارا، التي تعد المكان الأشهر عالميا الذي يمتلك تاريخ طويل من قصص الانتحار،فكل بقعة بها جثة لم تبوح بخباياها بعد. ولا يعرف احد لماذ يختار آلاف من المنتحرين سنويا هذه الغابة بالتحديد فنهاء حياتهم، حتى حولوها لمكان كئيب ملئ بالغموض . بمجرد الدخول في غابة الانتحار فإن الشرائط والخيوط القماشية من أول الأشياء التي تتم ملاحظتها، فعلى الرغم من أن الأمر لا يبدو مرعبا إلا أن الرعب الحقيقي يكمن في سبب وجود تلك الشرائط والخيوط. والأصل في استخدام الشرائط في غابة أوكيجاهارا اليابانية هو استخدامها كطريقة للخروج في حال غير الشخص رأيه وعدل عن فكرة الانتحار ولكن في أغلب الأحيان لا يخرج صاحب تلك الشرائط من الغابة إلى الأبد. فجمال غابة أوكيجاهارا اليابانية يختفي بمجرد تتبع طريق تلك الشرائط التي غالبا ما تنتهي بوجود جثة شخص منتحر يتدلى من أحد الأشجار. ومن بين الاكتشافات المروعة التي تتناثر في غابة الانتحار العديد من المتعلقات الشخصية للأشخاص المنتحرين فغالبا ما تتواجد الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والملابس وزجاجات المشروبات والأدوية. واللافت أن حالات الإقبال على الانتحار داخل غابة أوكيجاهارا ليست فردية أو نادرة ففي كل عام يفوق متوسط عدد الجثث التي تكتشفها السلطات اليابانية أو الزائرين الـ100 جثة تقريبا. ولعل أكثر ما يثير الرعب داخل غابة أوكيجاهارا هو وجود بقايا جثث وعظام بشرية اختار أصاحبها الانتحار منذ فترة طويلة ولم تُكتشف جثثهم حتى تحللت ولم يتبق منها سوى العظام. وفي محاولة للتقليل من حالات الانتحار تجوب فرق من المتطوعين داخل الغابة للبحث عن أي أشخاص أحياء قبل إقدامهم على الانتحار وقد نجحت فرق المتطوعين في الكثير من الأحيان في إنقاذ الكثيرين من براثن الانتحار. ونظرا لكثرة حالة الانتحار بالغابة تداول سكان المنطقة أساطير ومعتقدات حول مكان مثل غابة الانتحار اليابانية أمر منطقي للغاية بسبب الطبيعة التي تحيط بها، فالكثير من اليابانيين يعتقدون أن غابة أوكيجاهارا تحتضن قوة شريرة خارقة للطبيعة تواجدت بفعل ممارسات اليابانيين عبر الزمان. ومن أشهر تلك الممارسات هو ما كان يحدث في القرن التاسع عشر حيث كانت تجلب كل أسرة يابانية كبار السن وتتركهم داخل الغابة حتى "يموتوا بكرامة" بحسب معتقدات تلك الفترة. وبالإضافة إلى الممارسات والمعتقدات القاسية والبشعة لليابانيين هناك الكثير من الروايات المحلية عن أشباح الموتى الذين يسكنون غابة الانتحار ويشجعون الأشخاص المتواجدين داخلها من خلال وساوسهم على الانتحار والتخلص من حياتهم. يرجع إنشاء الغابة إلى ثوران بركاني من جبل فوجي في عام 864 وكانت نتيجة ذلك 12 ميلا مربعا من الحمم البركانية المنتشرة التي سرعان ما تحولت إلى غابة أوكيجاهارا بمجرد أن استعادت الطبيعة عافيتها حيث نمت الأشجار والأعشاب بغزارة كما أدى هذا الانفجار البركاني إلى تكوّن أنظمة كهوف غريبة داخل الغابة لا يزال الكثير منها غير مُكتشف حتى الآن. وكان اليابانيون القدماء يعبدون جبل فوجي كإله وهذا ما خلق رابطا روحيا واحتراما لهذا الجبل من السكان المحليين.