تحدت إعاقتها وحطمت الأرقام القياسية في الرياضة.. حققت حلمها بارتداء فستان سواريه
حكاية سلمى شبانة بطلة خارقة ”متلازمة داون”
احمد فرعونخوارقسعت فتاة تدعي سلمي شبانة وهي من ذوي الإحتياجات الخاصة "متلازمة داون" في تحقيق حلمها بالإصرار والمثابرة ولم تستلم لإعاقتها فكان حلمها بسيط، حيث فكّرت كيف تخرج من إعاقتها بصلابة وقوة، وكيف تكون الرياضة هي شغلها الشاغل، بل والتعبير من خلالها عن لسان حالها، حتي حققت بطولات وأصبحت من المشاهير كما تمنت. سلمي شبانة ابنة محافظة بورسعيد تبلغ من العمر 22 عاما، كانت تحلم أن ترى أنوثتها بارتداء فستان سواريه وتاج الملكة، حيث كانت تقول: "عايزه ألبس فستان سواريه"، وبالفعل تم تحقيق حلمها بارتداء الفستان لتظهر جمالها وتلقائيتها وبراءتها. وتقول سمية أبو زيد، والتي تعمل مشرفة لذوي الاحتياجات الخاصة، ووالدة الفتاة "سلمى"، إن لديها ثلاثة فتيات هن "إسراء" حاصلة على بكاريوس سياحة وفنادق، و"آلاء" حاسب آلي، و"سلمى" من ذوي الاحتياجات الخاصة "متلازمة داون"، أن الإرادة والعزيمة والتحدي جعلوا من سلمى بطلة، فهي أول لاعبة تنس طاولة وسباحة وبوتشي في بورسعيد، وكانت بطلة العالم في ألعاب القوى في اليونان عام 2011، وبطلة الجمهورية باسكت وسباحة والثاني جمهورية جودو وتنس طاولة، وكانت أول لاعبة أخذت دورة غوص وأول فتاة في مصر تدربت كياك ودائما كان يساعدها الكابتن إسلام قنديل المدير الفني للساحة الشعبية ومدير فني منتخب ذوي الاحتياجات الخاصة. وتابعت الأم بأن المدرب له فضل عليها في تحفيزها من أجل الحصول على ميداليات سواء على مستوى العالم أو الجمهورية، مضيفة أن مشكلة ابنتها في "النطق"، فهي تنطق حروف ثقيلة، ولكنها ذكية وهي من أبطال التحدي، فصاحب كل إعاقة لديه مهارات لا يدركها من حوله مثله مثل فاقد البصر ولكنه لم يفقد البصيرة، مضيفة: "أرى في ابنتى لديها مواهب كثيرة ومتعددة فهي تتدرب فنون شعبية أفرح بها عندما أجدها على المسرح "تتراقص" بنغمات موسيقية، أراها كالفراشة وكأنها سعيدة بنفسها". ولفتت والدة سلمى، أن ابنتها تعلمت كيف تخدم نفسها وتقوم بعمل كل شيء تحتاجه دون مساعدة أو تدخل من الآخرين، فهي تساعدها في المنزل، لافتة إلى أنها دخلت عالم ذوي الاحتياجات الخاصة من أجلها، وتدرك الآن التعامل معهم جيدا، فهي مشرفة على 150 لاعبا من ذوي الاحتياجات الخاصة بالساحة الشعبية. وتابعت والدة سلمى: "عندما شاهدت ابنتي اهتمام صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي بالفتاة سارة، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة أرادت أن تصبح موديل فكانت رغبة سلمى أن ترتدي فستانا سورايه مثل سارة فاتصلت بـ شيماء العربي صاحبة الأتيلية وأخبرتها عن رغبة ابنتي فرحبت كثيرا بها، وقالت: "عنيا الاتنين لسلمى"، وبالفعل ذهبنا وارتدت سلمى فستانا جميلا وجدتها تتراقص به كالفراشة كم كان هذا المشهد قاس عليّ، إلا أنني فرحت به لأننى شاهدت الفرحة في عين ابنتي، والحمد لله أن اليأس لا يعرف طريقه إلى قلب ابنتي فهى دائما متفائلة وتريد أن تحقق نجاحا كبيرا في جميع المجالات الرياضية التي تتفوق فيها وأن من كرم ربنا على ابنتي أنها لم تكن صاحبة موهبة واحدة فقط بل تفوقت على نفسها وتحدت إعاقتها". فيما قالت شيماء العربي، صاحبة الأتيليه، والتي حققت أمنية الفتاة سلمى: "لم أنتظر مقابل إلا من الله سبحانه وتعالى وبمجرد أن أدخل السعادة والبهجة على قلب مريض هذا هو أجمل وأعظم مقابل، وتبنيت فكرة سارة أول فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة أرادت أن تكون موديل، وساعدتها في توفير كافة الفساتين لتحقيق حلمها وبعدها، واستقبلت العديد من المكالمات من فتيات ذوي الاحتياجات الخاصة، ويريدون التصوير بفساتين سوارية فرحبت بذلك، ودعوتهم لعمل سيشن لهم ويرتدون ما يشاءون من فساتين، وساعدتهم بالدنيا وما فيها". ومن جانبها، وجّهت نجلاء إدوار، مقررة المجلس القومي للمرأة فرع بورسعيد، الشكر لـ"شيماء العربي" صاحبة الأتيليه، قائلة: "تلك السيدة التي استطاعت أن تدخل البهجة والسعادة إلى قلوب بعض الفتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة، لها كل الاحترام والتقدير"، مشيدة بدور هذه السيدة التي تفننت في رسم السعادة على وجوه وقلوب ذوي الاحتياجات الخاصة، ولم تكن المرة الأولى بل أصبح دورا تقوم به، كما أعربت عن سعادتها بتفوق "سلمى" في المجال الرياضي؛ فهي نموذج جميل للإرادة والتحدي.