20 جمادى أول 1446

رئيس التحرير محمد فرعون

21 نوفمبر 2024

أسرار ما وراء الطبيعة

: رئيس التحرير: محمد فرعون
: :
أساطير

حقيقة علاقة الكلب الاسود بالجن

الكلاب السوداء
الكلاب السوداء

يشعر كثيرون بالخوف والقلق عند رؤيتهم كلب أسود اللون في الشارع أو الأماكن المهجورة، بسبب الاعتقاد بأنه قد يكون من الجن أو الشياطين.

العالم الأزهري سعيد حسني، قال إن الجن 3 أنواع أو أصناف أي أن هناك من لهم أجنحة ويطيرون وآخرون يظهرون على شكل حيات وكلاب، وبينهم من يمكنه التشكل على أي هيئة، ولديه القدرة على التجول في أي وقت.

هل يتشكل الجن أو الشيطان على هيئة كلب أسود؟

وعما يتشكل في صورة كلب أسود، قال إن ذلك لا يعني أن جميع الكلاب السوداء عبارة عن "جن"، موضحا: "الجن إذا حب يتشكل على شكل كلب تكون صفته، علشان كده سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اقتلوا منها كل أسود بهيم)، يعنى شديد السواد، وفي رواية أخرى: (كل أسود بهيم ذو نقطتين بيضاوين فوق عينيه فهو شيطان)".

وقال "حسني"، إن هناك نوع آخر أيضا من الجن يتشكل على هيئة "حية" أو تكون طبيعة خلقه على هذا الشكل، حينها على الشخص أن يقسم عليها بالله سواء كان حية أو كلب أسود بقول: "أقسمت عليك بالله أن تنصرف وألا تؤذيني ولا أؤذيك"، موضحا أنه سينصرف، وحال عدم انصرافه إذا قتلته سيموت في هذا الوقت، لأنه طالما تشكل بشيء يكون الأمر سهل في موته لأنه يصبح شيء مادي وملموس وممكن مسكه.

وشدد الشيخ الأزهري على ضرورة اتخاذ الحذر، "لو قتلته من غير سبب ممكن أهله ييجوا يثأروا منك، اقتله لو أمرته بالانصراف ومنصرفش أو أذاك أو حاول عضك"، سواء كلب أو حية.

وروى الشيخ الأزهري أن هناك أحد التابعين اسمه "سماك"، حكى أنه سمع ابن عباس يقول على منبر البصرة، إن "الكلاب من الجن وهم ضعفة الجن فمن غشيه كلب على طعام فليطعمه أو ليؤخره"، وقال سيدنا رسول الله: "لَوْلاَ أَنَّ الكِلاَبَ أمَّةٌ مِنَ الأمَمِ لأمَرْتُ بِقَتْلِهَا، ولكن خفت أن أبيد أمة فَاقْتُلُوا كُلَّ أسْوَدَ بَهِيمٍ فإنه جنها".

وفسر حسني حديث النبي: "إحنا مش أي كلب أسود نقتله لكن إذا ثبت أنه فعلا ضار والجن لو تلبس بالكلب بيبان ويظهر، هتلاقيه مسعور مثلا هتلاقي نظراته عدوانية، هتلاقيه بيفسد في المكان وشكله زي ما قلنا بيكون أسود قاتم السواد، وتحت عينيه نقطتين بيض"، وغالبا تكون أماكن تواجدهم في الخرابات والأماكن المهجورة، ومن الممكن أن يمشي بين البني آدمين في الشوارع.

واتفق مع "حسني" الشيخ الأزهري أحمد مدكور، أنه على الشخص الاستعاذة بالله من الكلب الأسود لأن الجن والشيطان يتشبه به، موضحا أن الكلب الأسود الذي لا يوجد به أي لون يشبه الشيطان بصفاته وأفعاله  وتمرده، وآلله قال: "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا".

وأضاف مدكور، أن الشيطان يتمثل بالكلب الأسود لأنه شبيه له، "وأيضا الكلب الأسود أكثر ضررا وتمردا، ويقاس عليه أنه "شيطان كلاب لا شيطان جن، لعدم نفعه، لأن الجن يكون في الإنسان والحيوان، ولا يمنع أن يتشكل الشيطان بصورة حيوان".

وسبق لدار الإفتاء المصرية، التأكيد أن القواعد الفقهية المقررة شرعا أنه "لا ضرر ولا ضرار"، وأن "الضرر يزال"، وأن "الضرر لا يزال بالضرر"، لذلك جعل الشرع حقا للإنسان أن يدفع ضرر الحيوانات المؤذية عن نفسه ما استطاع، ولو بقتلها إن لم يندفع ضررها إلا بقتلها.

وأضافت الدار، في معرض إجابتها عن سؤال حول قتل الكلاب الضالة والعقورة التي تؤذي المواطنين، أن النبي نص على قتل الضار من الحيوانات، فقال: "خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم: الغراب، الحدأة، العقرب، الفأرة، والكلب العقور" متفق عليه، وزاد أبو داود من حديث أبي سعيد الخدري: "السبع العادي"، وزاد ابن خزيمة وابن المنذر من حديث أبي هريرة: "الذئب، والنمر"، وجعلهما بعض العلماء تفسيرا للكلب العقور.

وأوضحت أنه إن كان الكلب غير مؤذ فالصواب أنه لا يجوز قتل ما لا ضرر فيه؛ لما رواه الإمام مسلم في "صحيحه" قال: "أمر رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم) بقتل الكلاب ثم قال: "ما بالهم وبال الكلاب!"، ثم رخص في كلب الصيد وكلب الغنم"، ولعموم الأدلة الشرعية الدالة على وجوب الإحسان إلى الحيوان وعدم أذيته

الكلب الاسود وعلاقته بالجن